تأثير القنوات الفضائية في تكوين شخصية الطفل - الجزء الثالث

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 Rating 0.50 (3 Votes)

اللغة المستخدمة لمخاطبة الطفل:

إن اللغة كبنية وأسلوب تحدد بيئة العقل واللغة كمحتوى تحدد النظرة العامة إلى الوجود، إنها أفق الفكر باعتبارها الوعاء الثقافي الذي يلخّص تجربة الأمة ، بل ربما كانت أهم وسيلة يمكن أن تتم بواسطتها تنشئة الطف ل تنشئة إجتماعية ، واللغة بدونها لا نستطيع أن نعطي شيئاً للطفل ، ولها دور كبير في التأثير في الأطفال فهي ليست وسيلة إتصال وتعبير فقط وإنما وعاء ثقافي يختلف بتكوينه بين مجتمع وأخر ،

ولذا اعتمدت الإذاعات العربية إستعمال اللغة العربية المناسبة للأطفال حتى تجعلهم يألفون التعامل بها وتقرّب اللهجة العامية إلى اللغة العربية الفصحى . وهنا يؤكد التطور الإعلامي على البلاد العربية أن تسعى إلى توحيد اللغة في وسائل الإعلام ، فاللغة الإعلامية في الحقيقة هي جزء من السلوك الاجتماعي ، كما أنها الأساس في شعور الجماعة بإنتماء بعضها إلى بعض ، ولغة الإعلام في عصر الأقمار الصناعية هي الفصحى المشتركة التي تتميز بنوع من التوازن دائم التغير بين الثبات والتطور. كما تلعب الوسائط الثقافية دوراً هاماً في النمو اللغوي والذهني للأطفال ، حيث يدخل الطفل بعد سن الثامنة في مرحلة الواقعية العقلية ويتحول الاهتمام من العالم الذاتي والأسري إلى العالم الخارجي كما أنه يعبر إلى مرحلة البناء الفعلي للمهارات على كل الأصعدة الجسدية والعقلية والإجتماعية . وينبغي مراعاة اختلاف خصائص مراحل الطفولة عند تقديم البرامج الخاصة بهم ومراعاة النمو اللغوي للطفل في كل مرحلة ، فما يقدم لأطفال المرحلة المبكرة لا يناسب أطفال المرحلة المتأخرة من الطفولة ، وتؤكد على ذلك أنيسة التائب بقولها: " الطفل خاضع لوعي يتدرج تدرجاً تصاعدياً تبعاً لمداركه الطبيعية التي تنمو مع الأيام نمواً سريعاً لذلك يجب مراعاة صفات الطفولة والتعامل معها بدقة " . طبيعة الآثار التي يخلفها الجهاز المرئي على الأطفال: يجلس ملايين الأطفال أمام الأجهزة المرئية كل يوم _ ويقدّر الوقت الذي يقضونه من ساعتين إلى أربع ساعات يومياً _ فهي أعجوبة إلكترونية ملئيه بالرسوم والصّور المتحركة والنصوص المضحكة والقصص القصيرة والروائية ، وتقدّم العديد من البرامج ، كما يؤكد الواقع على أن تأثير هذه البرامج غير محدد على الأطفال أو الشباب فإن الأعمار ما بين 3 سنوات و16 سنة يقضون أكثر من 6/1 ساعات اليقظة اليومية مع برامج الإذاعة المرئية . وفي ظل هذه المشاهدة وسيطرة الجهاز المرئي تظهر مجموعة آثار على الطفل منها السلبي ومنها الإيجابي ،

وفيما يلي نوجز هذه الآثار : أولاً / الآثار الإيجابية :

  1. يساهم (التلفزيون) في تكوين شخصيات الأطفال في ضوء ما يعرض من برامج.
  2. مساهمة الجهاز المرئي في عملية التعلم لا سيما برامج الأطفال عن البيئة المحيطة.
  3. يدفع الأطفال إلى حب الإستطلاع .
  4. يمنح الأطفال الطمأنينة والآمان من خلال برامج ذات طابع محبب .
  5. يعمل على تدعيم سلوك الأطفال حسب المحيط الأسري الذي يعيشون فيه .
  6. يؤدي إلى تفجير الطاقات الإبداعية وتنميتها .
  7. يتعلم الأطفال من خلاله كيف يتصرفون في مواقف الحياة المختلفة .

ثانياً / الآثار السلبية :

  1. قد يكتسب الأطفال بعض العادات السلبية التي تتضمنها بعض المسلسلات والبرامج ، فكثيراً ما يحاول الأطفال تقليد ما يشاهدونه في (التلفزيون) ، بل ويصبح سلوكاً ممارساً في حياتهم كالعنف ، فالبرامج التي تقدم العنف تؤدي إلى تأجيج العنف داخل الطفل .
  2. لا يشجع على إقامة علاقات بين الناس وإنما على العكس يدعو الطفل إلى الإنطوائية بعيداً عن الحياة والاستغراق مع الصور التي تعرضها الشاشة .
  3. يضع الطفل وجها لوجه أمام مشاكل الكبار في سن مبكرة من خلال مشاهدة الصغار لبرامج الكبار .
  4. وجود بعض البرامج التي تؤثر على نفسيات الأطفال وتؤدي إلى شعورهم بالقلق والخوف.
  5. يؤثر في مستوى الذوق الفني عند الأطفال .
  6. الوقت الطويل الذي يقضيه الطفل أمام الجهاز المرئي يضطرهم للبقاء متأخرين عن النوم مما ينعكس على ذهابهم إلى المدرسة مرهقين وغير مهيئين لتلقي الدروس .
  7. وأخيراً .. فإن آثار الجهاز المرئي على الأطفال تبقى مرهونة بعدّة عوامل ، يدخل في إطارها المنهج الذي تسلكه القنوات الفضائية وأهدافها من ذلك ، والرعاية الأسريّة ، والأطفال أنفسهم ، وخصائص البرامج المقدّمة لهم .