مفهومي البحث والدراسة
مفهومي البحث والدراسة:
كثير من المعنيين يخلطون بين معنى مفهوم البحث ومعنى مفهوم الدراسة وذلك ناتج عن التداخل الكبير في استخدامهما كمصطلحين علميين لم يتم تحديد كل منها بشكل دقيق إلى حد الآن ، فالبعض يقول أن البحث هو الدراسة ولا اختلاف بين البحث والدراسة والآخر يقول أن هناك اختلاف واضح بين مفهوم البحث ومفهوم الدراسة , حيث أكد الخبير الكبير في مجال البحث العلمي الدكتور حسن الساعاتي أنه هناك خلط وتداخل واضح بين مفهوميّ البحث والدراسة في ميدان البحث العلمي في كتب مناهج البحث ، وأن كل منهما يرد بنفس المعنى , بينما الاختلاف بينهما أن البحث العلمي عبارة عن عمل ميداني يقوم الباحث من خلال هذا العمل بجمع معلومات وبيانات من أفراد المجتمع المدروس أو العينة بشكل مباشر, وأن الدراسة تقوم على جمع بيانات من بعض أنواع الكتب أو الدوريات والنشرات الرسمية وبعض المصادر العلمية الأخرى .
لذلك يكون البحث عبارة عن نشاط علمي بشكل عملي ، أما الدراسة فتكون عبارة عن نشاط علمي بشكل نظري .
فالبحث هو الاستقصاء وبذل جهد معين في البحث بموضوع معين، حيث يكون هذا البحث ثمرة ونتيجة جهد متواصل ، حيث أن البحث في اللغة هو الحفر والتنقيب ، وفي الاصطلاح يعني استخراج حقيقة علمية والبحث عنها , ويتم ذلك من خلال فهم طرائق المنهج العلمي ، حيث يتم حل المشكلة وفقاً لطريقة علمية .
أما بالنسبة لمصطلح الدراسة فيعني قراءة الكتب وفهمها وحفظها لتعود بالفائدة على الدارس من داخل ذاته ، حيث تقوم بإثراء ذهنه وتعود بالنفع عليه في زيادة معلوماته ، أما بالنسبة لنتيجة البحث فلا تعود بالنفع بالدرجة الأولى على الباحث كما في الدراسة ، بل تعود النتيجة على الباحث وعلى العلم والمجتمع ، حيث يزيد معدّل تطور وتقدّم المجتمعات بسبب كثرة الأبحاث العلمية المعمولة بها
الجزء والكل / Part and Whole / La Partie et le Tout
الجزء والكل / Part and Whole / La Partie et le Tout مقولتان فلسفيتان تعكسان العلاقات بين الموضوعات المختلفة وجوانبها وعناصرها وكذلك رابطتها. وتحمل هذه الرابطة طبيعة الكل، بينما الموضوعات التي تتعلق بها تظهركأجزاء لها. والفرق بين الكل والمجمل الكمي البسيط لأجزائه وُجد لأول مرة في مؤلفات أرسطو وفي الفلسفة السابقة على الماركسية كان هناك حلان متعارضان لمشكلة الكل: الحل الاجمالي الميتافيزيقي الكل هو أكثر من مجموع أجزاء؛ وهو جوهر روحي لا يمكن معرفته. وتفرق الفلسفة الكلاسيكية – الألمانية – (انظر شيلنغ وهيغل) بين الكل غير العضوي والكل العضوي الذي يتطور بذاته، ولكن الأخير يرتبط بتطورالروح وليس بتطور المادة. وفي القرن التاسع عشر استغل التأمل في مشكلة الكل – على نطاق واسع – من جانب كثير من المدارس المثالية (المذهب الحيوي الجديد، ومذهب الكل، وعلم النفس الجشطلتي والفلسفة البنيانية والنزعة الكليه والحدسية، الخ). فالعلاقة الموضوعية الحقيقية بين الجزء من الكل فيُعبر عنها بطريقتين عامتين للغاية:
الأتمتة / Automation
هو أداء الإنتاج والإدارة وجميع العمليات الضرورية من الناحية الاجتماعية بدون مشاركة مباشرة من الإنسان. والأتمته هي أعلى مرحلة في تطور التكنولوجيا، ويحددها ظهور الآلات الميكانيكية التي تنتظم على شكل صفوف منفصلة (في العقد الثاني من القرن العشرين)، وبعد هذا جاءت الورش والمصانع الآلية التي تستخدم (ابتداء من العقد الخامس) العقول الآلية الحديثة.
ولا تلغي الأتمته العنصر الإنساني الذي يُعد ضروريا، ليقوم بالتوجيه العام، وتمارس التحكم في عمل الآلة (ضبط الآلات، ووضع البرامج، وتغذية الآلات بالمواد الخام، والاصلاحات).
الجدل / Dialectics / Dialectique
علم أكثر القوانين عمومية التي تحكم تطور الطبيعة والمجتمع والفكر.
وقد سبق التصور العلمي للجدل تاريخ طويل من التطور، وبزغ المفهوم الخالص للجدل من خلال تنقيح المعنى الأصلي للمصطلح، بل لقد ظهر حتى من هزيمة هذا المعنى الأصلي.
لقد أكد الفلاسفة في القديم تأكيدا قاطعا تحول الوجود واعتبروا العالم صيرورة. وافترضوا تغير كل خاصية إلى عكسها. ونجد في هذا الصدد هيرقليطس وبعض الفلاسفة الملطيين، والفيثاغوريين.
غير أن مصطلح الجدل لم يكن قد استخدم بعد. ومصطلح الجدل (فن الجدل) يعني في الأصل فن النقاش والتجادل أي (أ) فن الجدل بطريقة الأسئلة والأجوبة (ب) فن تصنيف المفاهيم وتقسيم الأشياء إلى أجناس وأنواع. وقد اعتقد أرسطو، الذي لم يفهم علم الجدل عند هيرقليطس، أن الجدل من اختراع زينون الأيلي الذي حلل الجوانب المتصارعة في مفهومي الحركة والتعدد. وقد فرّق أرسطو بين الجدل، أي علم الآراء والاحتمالية، وعلم التحليلات أي علم البراهين.